أدوات الهندسة الصوتية


أدوات الهندسة الصوتية و المكساج

      ادوات  الهندسة الصوتية هي ألأشياء التي تمكنك من موازنة الأصوات المشتركة في العمل الصوتي مع بعضها  البعض  ، وتمكنك من تحديد و وضع كل صوت في المكان الذي تريده داخل اللوحة الفنية التي سيتم تقديمها لمتذوقي هذا الفن ، فإذا شبهنا العمل الموسيقي (علي سبيل المثال) باللوحة الفنية ، فإن أدوات الهندسة الصوتية هي الريش و الألوان التي تستخدم لتحديد حجم الجزيئات التي تحتويها اللوحة و موقعها داخل اللوحة و درجة لونها و وضوحها و قربها او بُعدها عن باقي المحتويات  ، فهي تمكن مهندس الصوت من تنسيق الألات الموسيقية داخل العمل الفني و تمكنه من تطبيق فكره الموسيقي و إخراجه الي أرض الواقع .

ملحوظة : جميع أدوات الهندسة الصوتية وظائفها ثابتة حتي إن إختلف الجهاز المستخدم في المكساج ، فجميع الشروحات  تنطبق علي كل أداة سواء وجدت في جهاز الميكسر او ميكسر مبرمج علي جهاز الحاسوب او تأخذ أي شكلاً أخر .



و تتمثل أدوات الهندسة الصوتية في التالي :

     


أ- ال Gain

     عندما تقوم بعمل مكساج  لعمل صوتي ما فإنك تعمل جاهداً من أجل إخراج عمل عالي الجودة ، و لكن كيف يحدث ذلك إذا كانت الاصول ( أي المسارات الصوتية بحالتها الاصلية ) التي تعمل عليها سيئة ، فكون تلك الأصول سيئة فهذا ينبأ بإخراج عمل سيئ ، و من الأسباب التي تجعل الصوت سيئ هي إنخفاض الصوت أو إرتفاعه عن النسبة الصحيحة التي تتطلبها الأجهزة الصوتية  . 

* الأثار السلبية لإنخفاض الصوت : 
       تذكر دائماً أن التعديلات والإضافات  التي يتم وضعها علي الصوت تكون مبنية علي الصوت الأصلي ، فكون الصوت الأصلي ضعيفاً فإن ذلك يجعل تلك الإضافات ضعيفة و منخفضة التأثير ، و غير ذلك فإن إنخفاض الصوت الأصلي يجعله مثل الألوان الباهتة التي يصعب ملاحظتها و إدراكها و يجعل المستمع يشعر أن  تلك الصوت بعيد جداً و غير واقعي برغم إرتفاعه ، و حتي إن قمت برفع تلك الصوت عن طريق الfader  فإن ذلك لن يغير شئ لأن التعديلات و الإضافات توضع علي الصوت الأصلي قبل وصوله الي مرحلة الfader .


*الأثار السلبية لإرتفاع الصوت :
       في حالة إرتفاع الصوت عن النحو المطلوب فإن ذلك يؤدي الي تحميل زائد علي  الأجهزة الصوتية مما يؤدي الي تشويه الصوت و عدم وضوحه بالرغم من إرتفاعه ، و حتي  إن قمت بخفضه عن طريق الfader   فإن ذلك يزيده تشويه و عدم وضوح .

      إذاً عرفنا أن الصوت الأصلي له متطلبات من ناحية إرتفاعه ، و لكن كيف نستطيع التغلب علي المشاكل السابق ذكرها ؟ ، حيث أن الأصوات ليست في مستوي موحد فمنها الضعيف جداً و منها المرتفع جداً ، و كيف أستطيع الوصول الي النسبة الصحيحة في مستوي الصوت الأصلي ؟  .........هنا جاء دور الGain

    ما هو الGain ؟

       هو أداة من أدوات الهندسة الصوتية و المكساج  ، تستطيع من خلالها معالجة الصوت الأصلي حتي الوصول الي المستوي الصوتي المطلوب ، و يوجد الGain في بداية الطريق الذي يسلكه الصوت فبمجرد دخوله الي المكسر فإنه يمرعلي الGain الذي تتم من خلاله المعالجة ثم يقوم بتصديره الي باقي الأدوات و الجزيئات الموجودة في المكسر ، و يجب أن تعلم جيداً أن الGain أداة إضافية أي أنك قد لا تحتاج الي إستخدامه  ، و ذلك في حالة أن الصوت الأصلي مضبوط علي النحو المطلوب ، حيث أن البعض يعتقد أن الGain أداة تقوم برفع الصوت و خفضه دون التمييز بينه و بين الFader  ، وفي حالة خروج الصوت من المكسر دون رفع الGain لكون الصوت الأصلي مرتفع من المصدر فإن البعض يعتقد أن هناك عطل في المكسر يجعله يسرب الصوت

*طريقة ضبط الGain :

        عملية ضبط الGain تكون أهم مرحلة في ضبط الصوت و المكساج ، و من خلالها تقوم بمعالجة الصوت من أجل الوصول الي المستوي الصحيح ، و لكن ما هو المستوي الصحيح للصوت الأصلي ؟ ...........ينصح بأن يكون المستوي الصوتي للصوت الأصلي ما بين -10 db : -5 db   وذلك من أجل ترك مساحة إحتياطية إرتفاعاً ، أي انه في حالة إرتفاع الصوت من المصدر بسبب إنفعال المؤدي أو العازف فوجود تلك المسافة الإحتياطية يمنع وصول الصوت الي المؤشر احمر اللون الذي يعني حدوث تحميل زائد مما يسبب تشويه الصوت ، و للوصول الي المستوي الصحيح يجب عليك رفع  الGain حتي الوصول الي المستوي المطلوب فمثلاً إذا كان الصوت الأصلي قوته -60 db فإنه يحتاج الي أكثر من +50 db  فعليك رفع  الGain حتي الوصول الي المستوي المطلوب ، و لكن ماذا تفعل إذا كان مستوي الصوت مرتفع عن المستوي المطلوب حتي مع عدم رفع الGain  ؟ ..........إذا حدث ذلك فإنه عليك خفض الصوت من المصدر نفسه أو إبعاد المايكروفون عنه.


كيف أعرف مستوي الصوت الأصلي ؟

    في حالة ضبط الGain فإن دليلك لمستوي الصوت الأصلي هو المؤشر الموجود في التراك الخاص به .
ملحوظة : في حالة ضبط الGain لأحد الأصوات  لاتنظر إلي المؤشر الرئيسي الخاص بمجموع الأصوات  ، لأنه لن يعطيك المستوي الصحيح للصوت الأصلي ، حيث أن المؤشر الرئيسي يعطيك مستوي الصوت بعد وضع الإضافات و مروره علي الfader  ، و لذلك فإنه بعطيك إشارة لا تخص الصوت الأصلي المطلوب .  

ملحوظة : هناك أنواع من المكسرات الصغيرة لاتحتوي علي مؤشر خاص بكل تراك ، و لكن أغلبها يحتوي علي مؤشر رئيسي يمكنك تحويله من مؤشر رئيسي الي مؤشر خاص بأحد التراكات عن طريق الضغط علي مفتاح يوجد في جميع التراكات و يسمي تلك المفتاح solo او pfl  حسب نوع المكسر .


ملحوظة : بعد ضبط  الGain إذا حدث أنك قمت بإجراء تعديل علي الصوت من خلال  الEqualizer

فإنه عليك معاودة ضبط  الGain مرة أخري .



ب-الEqualizer



     يعتبر الEQ أداة المكساج الرئيسية ، وأغلب مهندسي الصوت بل جميعهم يعتمدون إعتماد أساسي علي  الEQ في تنسيق الأصوات  مع بعضها البعض بحيث تكون جميعها واضحة برغم كثرة عددها .


ما هو الEQ ؟


    هو أداة تمكنك من رفع أو خفض أحد الترددات الصوتية دون الأخري داخل الصوت الواحد، فمثلا يمكنك الEQ من رفع الصوت الحاد في صوت المؤدي أو ألألة الموسيقية مع بقاء الصوت الغليظ كما هو أو خفضه ، أو رفع كل من الصوت الحاد و الغليظ مع بقاء الصوت المتوسط كما هو أو خفضه  ، فهو يستخدم لرفع أو خفض أحد الترددات دون غيرها و نتيجة لذلك  قيامك برفع جميع مفاتيح  الEQ بنفس المستوي  فإنه يعتبر إستخدام خاطئ للEQ لإنك  قمت برفع الصوت في مجموعه أي أنك لم تستخدم الEQ تماما بل قمت بعمل أدوات رفع و خفض الصوت .

وظائف  الEQ :

         تنقسم وظائف الEQ الي وظيفتين أساسيتين  كالأتي :

1- معالجة الصوت :

        يمكنك الEQ من معالجة المشاكل الصوتية المختلفة ، كوجود قصور في الصوت أي انه حجمه صغير و غير مكتمل ، مما يجعله لايستطيع التأثير علي إنتباه المستمع ، وقد يكون سبب قصور الصوت هو مصدر الصوت نفسه ، و كمثال علي ذلك ألة موسيقية نغماتها الغليظة صوتها أضعف من باقي النغمات أو العكس ، و ايضاً من أسباب قصور الصوت هو المكان الموجود به مصدر الصوت ، قد تلاحظ أن هناك بعض الأماكن تؤثر علي الصوت تأثيرا كبيرا فتجعل أحد الترددات اعلي من الأخر، و هنا جاء دور الEQ في حل تلك المشاكل السابق ذكرها ، فتكون المعالجة عن طريق تعويض الصوت عن ماينقصه أو إقتطاع ما يزيد علي الصوت و يجعله مزعجاً ، حتي الوصول الي الصوت في شكل مكتمل يحلو للأُذن سماعه ، و يعتبر الهدف من تلك المعالجة هو الوصول الي الصوت الأصلي لهذا المصدر الصوتي ، وتتم المعالجة كالأتي أولاً التعرف علي المنطقة الصوتية التي تحتاج المعالجة (ويقصد المنطقة الصوتية من حيث الترددات  عالية ام متوسطة ام منخفضة ) ، و بعد تحديد تلك المنطقة ثانياً تحديد نوع المعالجة و تكون المعالجة برفع صوت تلك المنطقة أو بخفضها حسب المشكلة الموجودة في الصوت من خلال الEQ و بالتحديد المفتاح المسئول عن تلك المنطقة الصوتية .      


2 –إضافة اللمسات الشخصية :

          يمكنك الEQ من وضع لمستك الشخصية علي كل صوت من تلك الأصوات المفردة التي يتكون منها العمل الصوتي ، فيمكنك الEQ من إضافة الدفء و النعومة التي تراها مناسبة للعمل الصوتي ، ويمكنك من إخراج الأفكار الموسيقية الكامنة في عقلك الي أرض الواقع ، حيث يمكنك الEQ من الوصول الي أشكال عديدة للصوت ، فتعدد مفاتيح الEQ وتعدد وضعيات الضبط  تمكنك من الوصول الي أشِكال ليس لها نهاية ، و تمكنك من توظيف تلك الصوت داخل العمل الصوتي و القيام بعملية المزج بين الأصوات من أجل إخراج عمل صوتي في صورة مكتملة مع وضوح جميع الأًصوات المكونة لتلك العمل الصوتي .                                         للتعرف علي عملية مزج الأصوات أو المكساج بشكل تفصيلي اذهب الي قسم الهندسة الصوتية و المكساج .



ملحوظة : يجب التعامل مع الEQ بحرص شديد حيث أن المبالغة في إستخدامه يجعل الصوت سئ ، لذلك يجب إضافة التعديلات بنسب منخفضة نظراً لشدة تأثيرها علي الصوت  


   
                                     ج-الfx

       الfx  إختصار لكلمة effects أو مؤثرات ، و هو أداة هامة من أدوات الهندسة الصوتية تستطيع من خلالها إضافة خاصية إنعكاس الصوت علي الصوت الأصلي ، من أجل إنتاج ما يعرف بصدي الصوت أو التردد الصوتي ، معتمداً في ذلك علي الفكرة الأساسية لإنعكاس الصوت الطبيعي ، ولكن عن طريق أرقام و حسابات رياضية بحتة .          


* كيفية عمل المؤثرات الصوتية  الfx :

    لكي نستطيع التعرف علي كيفية عمل الfx فإنه يجب أولا تفهم الفكرة الأساسية لإنعكاس الصوت الطبيعي .


* الفكرة الأساسية لعملية إنعكاس الصوت الطبيعي :

      الجميع يلاحظون إختلاف الصوت من مكان لأخر حسب إتساعه و طبيعة الأسطح الموجودة في المكان ، حيث أن الأماكن الواسعة يختلف الصوت فيها عن الأماكن الأقل إتساع و أيضاً يختلف عن الأماكن الضيقة ، وسبب ذلك أنه عند خروج الصوت من مصدره فإن الموجات الصوتية تنتشر في المكان بسرعة معينةتقدر ب340 متر / ثانية إلي أن يصطدم بالأسطح الموجودة في المكان فمنها مايمتص الصوت و منها ما يؤدي إلي إنعكاسه و مع وجود الصوت المنعكس علي بعد زمني يلي الصوت الأصلي يؤدي ذلك إلي حدوث رنين في الصوت و قد يُكَون هذا الإنعكاس صدي الصوت .
لماذاايحدث صدي الصوت في الأماكن الواسعة فقط ؟
     يجب أن نعلم جيدا أنه شرط لحدوث صدي الصوت أو التكرار الكامل للصوت أن يكون هناك فترة زمنية بين سماع الصوت الأصلي  و سماع  الصوت المنعكس تقدر بما لايقل عن 0.1 ثانية  ، وإن قلت الفترة الزمنية عن ذلك فلن يحدث صدي الصوت بل سيحدث مجرد رنين في الصوت ، و معني ذلك أن الإنسان لن يشعر بصدي الصوت إلا إذا كانت المسافة بين الأنسان ( مصدر الصوت نفسه ) و أقرب سطح يحدث عليه اللإنعكاس هي 17 متر أو أكثر و المعادلة الأتية توضح كيفية حساب المسافة اللازمة لحدوث صدي الصوت :

السرعة x  الزمن المطلوب لحدوث الصدي = المسافة اللازمة لحدوثه

340    x                  0.1                   = 34 متر   ذهاباً و إياباً 


إذاً يلزم  لحدوث صدي الصوت أن يكون هناك مسافة 17 متر بين الإنسان و أقرب سطح يصطدم به الصوت ، ويذكر أنه قبل إختراع وحدات المؤثرات الصوتية الرقمية عندما كان يحتاج العمل الصوتي إلي صدي صوت كان يتم تسجيله داخل غرفة ذو مساحة كبيرة بحيث يكون هناك مسافة أكبر من 17 متر بين المؤدي و أقرب سطح يصطدم به الصوت و في النهاية يكون الصوت ثابت لايمكن التحكم به ويعبر عن مكان واحد فقط ، بينما الأعمال الصوتية تحتاج إلي تعدد و تنوع في المؤثرات الصوتية ، ولكن إختراع الوحدات الرقمية المنتجة لصدي الصوت وفر الكثير علي القائمين علي تلك الصناعة ، حيث تمكنك من وضع الصوت في المكان الذي يحتاج إليه العمل و انت جالس في مكانك ، و تم تصميم تلك الوحدات إعتمادا علي الحسابات الخاصة بسرعة الصوت و الزمن و المسافة ، حيث أن طبيعة عملها تكون القيام بأخذ عينة من الصوت الأصلي ثم تشغيل تلك العينة في وقت متأخر عن الصوت الأصلي ، و ليس ذلك فقط بل يمكنك التحكم في المسافة الزمنية بين الصوت الأصلي و العينة التابعة له و شدة صوت تلك العينة و عدد مرات تكرارها ، و بما أن تلك النسب تعبر عن مكان معين فإن تغيير تلك النسب يؤدي إلي تغيير المكان المراد التعبير عنه ، فكل ما عليك هو التحكم في تلك النسب حتي الوصول إلي المكان المراد التعبير عنه .
     
* فائدة المؤثرات الصوتية :
        للمؤثرات الصوتية دور هام في أي عمل يحتوي علي مادة صوتية ، سواء كان في مجال الموسيقي أو الغناء أو الإنشاد أو في مجال السينما و الدوبلاج و أفلام الرسوم المتحركة و غيرها ، حيث أن المؤثرات الصوتية تمكنك من إضافة بريق و لمعان للصوت بحيث يستطيع جذب الإنتباه و يحلو للأُذن سماعه ، وتستطيع تشبيه الصوت في ذلك بقطعة الحلي التي بريقها و لمعانها يعطي الناظر إليها إحساس بالبهجة و الإرتياح ، و من جهة أخري يكون للمؤثرات الصوتية فائدة في إعطاء المستمع  صورة معينة عن المكان الذي يتم فيه تأدية العمل الفني ، فقد تستمع الي عمل موسيقي مثلاً فتعتقد أن مؤدي العمل موجود في مكان خارجي مفتوح وكبير المساحة   في حين أنه تم تسجيله في غرفة تسجيل صغيرة لايحدث فيها تماما أي إنعكاس للصوت ، وبالنسبة للأعمال المرئية كالأفلام السينمائية و الرسوم المتحركة و غيرها ، فتكون فائدة المؤثرات الصوتية FX هي مطابقة مايراه المشاهد بعينيه مع الصوت الذي يسمعه حتي لايوجد تناقد بينهم ، فمثلاً في أفلام الرسوم المتحركة يتم تسجيل أصوات الممثلين بعد الإنتهاء من الشريط الخاص بالصورة ، و معني قيامك بالتسجيل في إستوديو أي أنك تقوم بتسجيل الأعمال في مكان واحد أي أن الصوت طوال الفيلم واحد في حين أن مشاهد الفيلم في أماكن متعددة كل منها له طبيعة مختلفة ، و حتي يكون الأمر واقعي و مقنع للمشاهد فإنه يجب مطابقة الصوت مع المكان الخاص بالمشهد و هذا هو دور المؤثرات  الصوتية ، وليس ذلك فقط بل أن الأفلام السينمائية ( المصورة ) تحتاج إلي المؤثرات الصوتية fx ، حيث يوجد بعض المشاهد التي لايمكن تسجيل صوتها في نفس وقت التصوير لأسباب عديدة فيتم عمل الدوبلاج لها بعد التصوير فيحتاج شريط الصوت الي وضع المؤثرات الصوتية اللازمة لمطابقة الصوت مع مكان التصوير .







الذهاب الي :

الرئيسية

نبذة عن الهندسة الصوتية و تطورها

أجهزة الهندسة الصوتية


برامج الهندسة الصوتية

فن المكساج